Tuesday, April 22, 2008

كتاب"شمس الله تشرق على أرض العرب





كتاب "شمس الله تُشرِق على أرض العرب" للمستشرقة الألمانية "د.زيجريد هونكه" Dr. Sigris HUNKE - 1913-1999

د. هونكه مستشرقة ألمانية شهيرة حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة برلين عن رسالتها عن "أثر الأدب العربي في الآداب الأوروبية" . و هي من أشد المدافعين عن القضايا العربية و الصورة الحقيقية للعرب و المسلمين كدعاة سلام و حضارة للعالم .

و قد زارت د.هونكه عدة بلدان عربية , كمصر و العراق و المغرب ,التي عاشت بها سنتين . كما أنها كرست حياتها للتصدي للهجمات الشرسة على العرب و المسلمين , و الرد على الإدعائات الباطلة التي تصفهم بالشراسة و الهمجية و التعصب . كما لعبت دورًا كبيرًا في المحاولات القوية لإحقاق الحق بأن حرصت حين تتحدث عن إنجاز علمي أن تنسبه لصاحبه الحقيقي العربي , في حالة أن كان منسوب زورًا لأوروبي كما حدث كثيرًا !

تقول الأستاذة في كتابها "شمس الله تشرق على أرض العرب " Allas sonne uber dem abendland unser Arabishes erbe

" ليس المهم أن نوسع آفاقنا التاريخية فحسب,بل إن الأمر الهام أيضًا في زمننا هذا أن نبحث عن صديق الغد في عدو الأمس, و أن ننطلق من قيود المعتقدات الدينية السابقة* لنطل من وراء العقائد,و من خلال التسامح و الإنسانية السامية على البشر أجمعين , و أن تأخذ العدالة مجراها و ترد حقوق شعب سبق أن حرمه التعصب الديني** كل تقدير موضوعي حق, و حط من قدر أعماله الفائقة, وحجب النور عن ما قدمه لحضارتنا , بل و غله بصمت الموت .أما زال يعتبر هذا العمل مبكرًا , و لم يحن وقت القيام به بعد؟"


تقدم المؤلفة الكتاب في الأقسام الآتية :-

I- رفاهية حياتنا اليومية :


و تتحدث فيه عن الأصول العربية للعديد من وسائل الرفاهية التي لا يستغني عنها الأوروبيون , بل و كذلك أصول أسماء تلك الأشياء في اللغة العربية , كذلك تتحدث عن دور البلاد العربية في تعريف أوروبا بعالم الأسواق العالمية المفتوحة لأول مرة و تكيّف السوق مع التغيرات السياسية .

II- العالم و الأرقام *** :

و تتحدث فيه عن دور العرب في تعريف العالم الغربي بوسائل جديد للحساب و التعامل بالأرقام و خاناتها و مسائلها و معادلاتها و أثر هذا في مختلف المجالات بالذات الإقتصادية.

III - السماء التي تظللنا :

و فيه تتحدث عن ريادة العرب لعلم الفلك و تعطي نموذجًا بنوابغ العرب في هذا الحقل , كما لا تنسى تبيين دور الإسلام في حث العربي على دراسة الفلك خاصة مع إرتباط بعض العبادات كالصلوات و الحج بهذا العلم الهام. و تعرض لعلم التنجيم مع بيان التفرقة بينه كعلم لدراسة حركات النجوم و كأسلوب للمشعوذين , كما تظهر الفرق عند المسلمين بين هذا و ذاك.

IV- الأيدي الشافية:

و هنا تتحدث د. هونكه عن إسهامات العرب في مجال الطب و تصحيحهم أخطاء سابقيهم من الحضارات , مع مقارنة بين الطب كعلم عند العرب و كخرافة و طقوس شعوذية عند أوروبا العصور الوسطى , كذلك تبين مدى التقدم الذي بلغته المستشفيات العربية و تعرض أسماء و إسهامات و سير أهم الأطباء العرب كإبن سينا و أبو بكر الرازي .

V- سلاح المعرفة :

و هنا تتحدث عن أخلاق العرب كفاتحين و ناقلين للحضارة و آدابهم في التعامل مع غيرهم من الأمم و مع أصحاب الديانات الأخرى , و تميزهم عن غيرهم في هذا الأمر . كما تتحدث عن شغف العرب بالعلم و قيمة تحصيله عندهم كواجب ديني و دورهم في الترجمات و صيانة إنجازات أسلافهم من الفرس و الروم و اليونان و الهنود .

VI - موحد الشرق و الغرب :

تتحدث المستشرقة في هذا الباب عن دور الثقافة العربية في توحيد الشرق و الغرب , كما تعرض لدور قيصر ألمانيا فريديريك الثاني كنموذج لملك أوروبي تقبل ثقافة العرب و إعترف بفضلهم في وقت كان العالم الأوروبي يحارب تلك الثقافة و يعتبرها ثقافة الشياطين . و تتحدث عن تجربة هذا القيصر كنموذج لما يمكن أن يكون عليه العالم لو تخلى عن معاداة العرب و أعمالهم .

VII - عرب الأندلس :

و بهذا الباب تختم الكاتبة عملها الرائع , حيث تتحدث عن عرب الأندلس و حياتهم و مدى تأثيرها بحياة سكان أوروبا , كما تعرض مظاهر ما بهذه الحياة من رقي أخلاقي و ديني و ثقافي و فضل عرب الأندلس على الأوروبيين في ما ينسبوه لأنفسهم من رقي و تحضر .


الكتاب عريضة دفاع قوية عن قيمة العرب و المسلمين للعالم , حيث تربط د.هونكه بين حضارة العرب و رقيهم و حملهم , على حد قولها , مشعل الحضارة لمدة 750 سنة , و بين الإسلام كدين رقي و تحضر يدعو لنشر السلام و إحترام الآخر و طلب العلم و الحث على مكارم الأخلاق , كما يظهر جليًا من كتاباتها شديد إحترامها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم , كرائد للحضارة العربية و محرك قوي لجذوة الإنجازات الكبيرة التي حققها العرب منذ نزول الإسلام .


ترجم هذا الكتاب عن الألمانية , الأستاذين : فاروق بيضون و كمال دسوقي . و راجعه و وضع حواشيه الأستاذ : مارون عيسى الخوري .

و صدر عن دار نشر "صادر" ببيروت- لبنان سنة 1963

و جدير بالذكر أن ترجمة الكتاب تمت تحت إشراف د.هونكه , و وضعت مقدمة النسخة العربية بنفسها . و لكن النسخة صدرت بإسم "شمس العرب تسطع على الغرب"
__________

الهوامش:

* تعني هنا التعصب السائد في أوروبا العصور الوسطى ضد كل ما ليس مصدره كاثوليكيًا .

** نفس المعنى السابق

*** في منهج القراءة بمادة اللغة العربية لطلبة الثانوية العامة المصرية مقال لزيجريد هونكه عن الأرقام العربية مأخوذ عن هذا الباب.

___________________


تحياتي

وليد




سُــــكَـــر بَـــنَـــت - Caramel






برشاقة و على نغمات التانجو تقدم لنا الكاميرا حلوى الكاراميل و تدور بنا بين الفتيات الأربعة الاتي يقمن في مرح بطقوس تسخين السُكَر على الطاسة و صنع سكر البنات .


لَيال , نسرين , ريما و جمال , ثلاث فتيات و رابعتهن إمرأة في منتصف العمر تتمسك بأهداب شباب يبدو لها أجمل من تركه .

الأربعة تتشاركن العمل و إدارة "Coiffeur "Si belle " و بعد إنتهاء العمل تتشاركن هموم الحياة . لَيال (نادين لبكي ) غارقة في حب رجل متزوج و لديه طفلة صغيرة, و لا لا تلقي بالا لإعجاب الشرطي الشاب يوسف (عادل كرم) ,الذي يعمل بالشارع ,بها , نسرين (ياسمين المصري) مسلمة مخطوبة لشاب ينتمي لأسرة مسلمة متدينة , يحاول توجيهها من ناحية المظهر للتماشي مع طبيعة أسرته , و هي توافقه على مضض لحبها الشديد له, ريما (جوانا مكرزل) ذات المظهر و الأسلوب و الطابع الذكوري بملابسها الصبيانية و سيجارتها و طريقتها الخشنة , و التي تبقى شخصية غير مفهومة للمشاهد , ثم تبدأ بعد الريبة تتكون حول ميولها الجنسية , سرعان ما تتحول ليقين عندما نلاحظ طريقة التعامل المتبادلة بينها و بين إحدى زبائن المحل, بينما هي تصد توددات شاب وسيم لها , و أخيرًا جمال (جيزيل عواد) المرأة الناضجة جسدًا , لكنها تملك عقل فتاة في الخامسة و العشرين , التي تمر بأزمة منتصف العمر , فتسعى بإصرار مثير للشفقة لإثبات أنها ما زالت شابة , بحيل دفاعية نفسية مثل التقدم لإختبار لإختيار فتيات إعلانات , أو وضع بعض الدم المصطنع على فوطة صحية و تركها في الحمام بشكل واضح .

على هامش هذا العالم البناتي , و في البناية المقابلة تعيش قصة من أجمل و أقسى القصص الإنسانية , قصة روز و لِيلِي , زور الخياطة العجوز الودود التي تعيش وحيدة مع شقيفتها , العجوز أيضًا ,لِيلِي Lili (عزيزة سمعان) المريضة عقليًا . لِيلِي تخرج كل نهار لجمع الأوراق من الشارع و قرائتها , زعمًا منها أنها تبحث عن رسالة من خطيبها السابق الذي سافر و تركها , في مشاهد كوميدية مبكية قاسية على النفس . روز (سهام حداد) يدق الحب بابها متأخرًا في هيئة مسيو شارل (ديميتري ستانيوفيكسي) , الفرنسي العجوز الوحيد الذي يتردد على المحل كل حين بحجة ضبط البذلة و تبدأ لغة الأعين تعمل عملها , بينما هو يتحجج بتقصير البنطلون أو تضييق السترة ليتمكن من قضاء وقت أطول مع روز , لكن ليلي تتوهم أنه يحبها هي فتقضي الوقت في مقاطعتهما حتى تخرج روز عن صبرها و تضطر لزجرها بقسوة مؤلمة .

نعود لبنات السكر الأربع , لنجد ليال ترفض تقبل حقيقة أن حبيبها مضطر لتركها لأنه أخيرًا إختار أن يتفرغ لأسرته الصغيرة . و هي لا تقبل تلك الحقيقة ففي يوم ذكرى لقاءهما تسعى لإستئجار غرفة بأحد الفنادق لتعد له حفلا لهذه المناسبة , و تعاني بين الفنادق لأن كل الفنادق المحترمة تطلب إثباتًا أن مستأجريّ الغرفة زوجان , مما يضطرها في النهاية لإستئجار غرفة بفندق حقير من فنادق الدرجة الثالثة يملكه مصري جلف فج المظهر لا يهتم بالتأكد من وجود علاقة زوجية بين مستأجري غرفه , في إشارة لم أفهمها و لست متأكدًا حتى أنها مقصودة , فلماذا إقحام شخصية المصري بالذات في العمل ما دامت جنسيته غير مؤثرة إطلاقًا في المحتوى إلا إن كانت نادين لبكي تسعى للإشارة لمسألة معينة ؟(الأمر الذي تكرر عندما كانت ليال تجلس مع أسرتها متضجرة من فيلم مبتذل يشاهده أباها و أمها و يبدو من الصوت و أغنية ريكو أنه فيلم مصري)

نعود لليال , التي قضت وقتًا مرهقًا في تنظيف الغرفة القذرة و تزيينها بالبالونات و وضع التورتة و الشامبانيا ثم تزيين نفسها و إنتظار الحبيب . و بالتأكيد كما هو متوقع , لم يأت . و أتت الصديقات الثلاث للبحث عن ليال و مواساتها , ثم بسرعة ننتقل لمشكلة أخرى , هي مشكلة نسرين التي صارحت الفتيات أن خطيبها بسام (إسماعيل عنتر) ليس أول رجل في حياتها و أنها فقدت عذريتها في علاقة سابقة , و بسام بالطبع لا يعرف. و سرعان ما يأتي الحل في أن تذهب للمستشفى مع ليال و جمال و تأخذ موعدًا لإجراء عملية إعادة غشاء البكارة , طبعًا بإسم مستعار , في مشهد كوميدي يُظهِر إرتباك الثلاثة الشديد و حقيقة أنهن على تجاربهن مجرد فتيات !

في هذا الوقت تكون ريما وحيدة في المحل مع فتاة جميلة تأتي شبه يوميًا بحجة تصفيف شعرها , و تتبادلان النظرات في إشارات لم تجد المخرجة نفسها مضطرة معها لتقديم أية مشاهد توضيحية أكثر , في أمر يُحسَب إخراجيًا لنادين لبكي , بغض النظر عن الموقف الديني و الأخلاقي للمشاهد من الأمر برمته .

أما جمال فحياتها كالعادة سلسلة من المحاولات للبقاء شابة و لو بالمظهر , من مبالغة في الزينة , للتمرينات الرياضية أمام برامج اللياقة بالتلفزيون , فضلا عن تجارب الcasting و تمثيليات الدم على الفوطة , سالفة الذكر .



نعود لروز و ليلي . روز تزداد تعلقًا بمسيو شارل حتى أنها تذهب لمنزله لتوصيل ملابسه إليه , و تشرب معه الشاي , ثم في اليوم التالي تجد رسالة منه مكتوبة على زجاج المحل تدعوها للقاءه في أحد المقاهي .

أخيرًا تقرر روز تنفيذ نصيحة فتيات التجميل الأربع , و تذهب لتصفيف شعرها و الإعتناء بمظهرها . ثم تعود لمنزلها الكائن أعلى المحل للتزين و إرتداء فستان أنيق . و لكن ليلي التي تتملكها غيرة طفولية من شقيقتها لأنها تظن بعقلها البسيط أن شارل يحبها هي لا روز , تستمر في مضايقة أختها بأفعال طفولية هازلة , تجعل روز تفقد أعصابها , و تطردها من الغرفة لتتفرغ للتزين , ثم فجأة تتوقف و قد أدركت حقيقة وضعها كالراعية الوحيدة للمسكينة المختلة العقل التي تنتظر حبيبًا مبهمًا لا يأتي , فتمسح الماكياج عن وجهها و هي تبكي بينما ليلي تدق الباب مستعطفة و معتذرة من أختها بعبارات طفولية مؤلمة تزيد من بكاء روز الذي يبلغ ذروته عندما تهتف ليلي من وراء الباب بعاطفة شديدة " بحبك يا روز " , فتفتح روز الباب و تعانق أختها بحنان أموي . بينما تنتقل الكاميرا للمقهى حيث يقوم شارل ببطء يائس و يرحل صامتًا عن المقهى بعد طول إنتظار و يكون آخر ما نشاهد منه هو خطواته الحزينة في بنطلونه الذي قصرته له روز كما كان يطلب كل مرة ليطيل بقاءه معها .


في هذا الوقت تتداخل شخصيتان مع الأحداث , يوسف , ضابط الشرطة الذي يتودد لليال و يراقبها من مكتبه المواجه لمحلها , و يتدخل لإنقاذ نسرين و خطيبها من موقف محرج تعرضا له مع أحد رجال الأمن , فتعرض عليه نسرين أن يأتي في أي وقت للمحل ل"تضبيط حاله و مظهره " .

الشخصية الأخرى هي زوجة ربيع حبيب ليال , إذ تدعوها نسرين لزيارة المحل و التمتع بخدماته , في محاولة منها لتحقيق رغبة ليال رؤية تلك التي تركها حبيبها لأجلها . ثم تبلغ تلك النقطة الذروة عندما تذهب ليال لمنزل ربيع , أثناء غيابه في العمل , بناء على طلب الزوجة التي تطلب من ليال عمل باديكير لها و هناك ترى إبنة ربيع و تعلم أن الزوجة طلبت التزين في هذا اليوم لأنه عيد زواجهما , ربيع و هي , و تتحدث في بساطة مع ليال عن إعداداتها للحفل بينما تلك الأخيرة تتمزق ألمًا , و في النهاية تهبط من البناية و تجلس على الرصيف باكية و مدركة أن قصتها مع ربيع لا أمل فيها .

و لكن سرعان ما يأتي الحب الجديد , يوسف , الذي يلبي دعوة نسرين و يحضر للمحل في يوم أحد الأعياد الكاثوليكية , ليحسن من مظهره و يصفف شعره , فتفعل لغة النظرات إياها فعلها بينه و بين ليال التي تبدأ تظهر إستجابة منها للمسكين الذي إنتظر طويلا تلك الإشارة .

بعد وقت قليل تقوم نسرين بإجراء الجراحة , و تعود لمنزلها لإعداد جهازها للأنتقال لبيت زوجها , فتختلي بها أمها و تبدأ في توجيه النصائح الحانية لها عن علاقتها بزوجها , في مشهد مؤثر من تلك المشاهد التي إمتلأ بها الفيلم . ثم ننتقل لمشهد الفرح الذي تبدو فيه ريما لأول مرة في زي أنثوي , لم ينجح في محو مظهرها الرجولي الصارخ ! و جمال التي تسعى , كإنما تقوم بعمل إعلان , لترك فوطة ملوثة بالدماء في الحمام , و تزاحم الفتيات المتزاحمات خلف نسرين التي تستعد لإلقاء باقة زهورها من وراء ظهرها , و التي تعتقد الفتيات أن أول من تلتقطها هي التالية للعروس في الزواج . بينما ليال لا تلتقط سوى بعض فضلات الطيور على وجهها , من طائر مرق سريعًا فوق الجمع , بين ضحكات الفتيات و إبتسامة مرحة من يوسف الذي خُتِمَ هذا المشهد على رقصه مع ليال بين الحضور .

و أخيرًا , تعود الأيام لدورتها الطبيعية , الفتيات , في المحل , الذي تدلف إليه فتاة ريما الأثيرة و تطلب أن تقص شعرها بشكل معين كانت ريما قد إقترحته عليها .

ثم ينتهي الفيلم بوجه الفتاة تسير مرحة في الطريق و ترمق إنعكاس وجهها على سطح الواجهة الزجاجية لأحد المحلات .

و في التتر نجد في الأفق مشهدًا لروز , ممسكة بيد ليلي تسندها بحنان و هي تمارس نشاطها اليومي في جمع الورق المبعثر على الطريق , لعل بينها رسالة الحبيب .



------------------------

الفيلم , بغض النظر عن تحفظاتي الدينية و الأخلاقية على الكثير من مواده , هو قطعة من الفن الراقي , مقطوعة سينمائية أدى فيها كل عازف دوره ببراعة و تناسق . المشاهد جائت معبرة قوية خالية من الحشو و المط (بإستثناء جزئية صاحب الفندف المصري سالفة الذكر)

الحوار جاء رشيقًا بسيطًا , تلقائيًا لا إفتعال أو تصنع فيه . كذلك الموسيقى , التي ألفها خالد مزنر , كانت تحفة العمل بتناسقها تلحينًا و توزيعًا مع الأحداث. البيانو , الكمان , و القانون , إحتلوا فيها موقع الصدارة بتناسق بديع .

أغنيتيّ " سكر يا بنات " و " مرايتي " للمطربة رقيقة الصوت رشا رزق , جائتا في مواضعهما السليمة , و لم تكونا مجرد حشو فارغ بل شكلتا جزءً هامًا من المقطوعة السينمائية التي قدمتها نادين لبكي بشكل يستحق الإعجاب الشديد .


نادين لبكي قدمت أداءً عالي المستوى لدور ليال , بشكل بسيط جذاب إنفعالاته طبيعية قوية دون إفراط أو تفريط , و نافستها عن جدارة عزيزة سمعان بدور ليلي , الذي أبكى و أضحك في آن واحد بصورة لا تتوفر إلا لممثلة عبقرية الأداء . كذلك في دور ريما برعت جوانا مكرزل , رغم أني , بشكل شخصي , لم أستطع أن أحب ولا أن أتعاطف مع تلك الشخصية إطلاقًا , بل رأيت فيها شيئًا مشوهًا ممسوخًا لم أتقبله كذكر ولا كأنثى.


و لا أجد ما أختم به الموضوع سوى كلمات أغنية " سكر يا بنات "


" عشقة سَير و سيارات
و صوت سِكَر بنات
و إيدين تغني فيهن
سكر يا بنات
ها الكحل اللي بعينيهن
و ها الشفاف السمر
عم بتبوس بإيديهن
ها الأقلام الحمر
جايي هدية حبيبك
على جنح الطير
باعت لك نسمة تجيبك
بعشقة ها السير
باعت لك نسمة تشيلك
فوق ها الطرقات
عشقة سير و سيارات
و صوت سكر بنات "

----------------------


تحياتي


وليد



Sunday, April 20, 2008

قبل ما نبقى ولاد كلب !




بسم الله الرحمن الرحيم


صباح الخير جميعًا

ممكن آخد من وقتكم شوية تسمعوني ؟ أصلي متغاظ و دمي محروق و مش طايق نفسي . ليه ؟ عشان انا الناس عندي نوعين : ولاد الناس و ولاد الكلب. و أكتر حاجة ممكن تجنني لما ولاد الكلب يتجرئوا على ولاد الناس .
لما شاب , ما شاء الله ,محترم أنيق وسيم مهذب في أسلوبه تتحول مميزاته دي لعيوب تشجع ولاد الكلب على التطاول عليه إعتقادًا منهم إن دي مظاهر ضعف يبقى أكيد في حاجة مش تمام في الحكاية . و كل ذنبه إنه جروء إنه يشاور لتاكسي و يركبه , يقوم السواق اللي نفسي أعرف أنهي حيوان منوي قذر لقح بويضة معطوبة و جاب لنا عاهة بشرية زيه , مثبته بمطوة ف جنبه و راجل من نفس العينة الواطية قاعد ورا مكتفه و قاموا واخدين فلوسه و راميينه برة العربية. آه يا ولاد الكلب يا سفلة ! الشاب من دور ولادكم و مش عاطي خوانة و تعملوا كدة فيه ؟ ليه ؟ أكيد فكرتم إنه عشان شكله نضيف و محترم يبقى نحط شوية جاز وسخ على ولعة الحقد الطبقي و عليهم حجرين دناوة و قلة أصل و نقوم ساحبين لنا نفسين وساخة و نقشط الشاب و بالمرة نستمتع شوية بمنظر واحد محترم من بيئة راقية و هو قليل الحيلة بين إتنين أوساخ واطيين زينا.. و سلم لي ع الإحترام يا معلم!

طيب العيب على مين ؟ فكركم إنه على الكلبين دول لوحدهم ؟ ولا ع اللي سابهم يعملوا كدة ؟ ولا يكونشي العيب علينا إننا ولاد ناس محترمين شكلنا شيك و تصرفاتنا بتنم عن تربيتنا ؟ أصل لو الأدب و الإحترام بقوا نقيصة .. سهلة .. من بكرة ... بكرة ايه ؟ من دلوقتي نبقى ولاد كلب .. ستين كلب كمان.. و اللي يقول لنا بِم نقول له على راسك و راس اللي خلفوك و تتم!و بدل ما الواحد فينا في شنطته كتاب لهيكل ولا رواية للغيطاني يزنق معاهم مطوة ولا كَتَر , و لو ما بيشيلش شنطة يشيل موس تحت لسانه.

حلو كدة ؟ و تنقرض بقى فئة ولاد الناس المحترمين اللي الناس زمان كانوا يشوفوهم يقوموا واقفين لهم و محترمينهم . و نقى كلنا سواسية في الوطيان. كدة يعجب ؟ يريح؟

بس أنا ليا طلب من الحكومة , حيث إننا كلنا حنبقى ولاد كلب يبقى نلغي بقى قانون العقوبات, ما هو مش حيبقى له لازمة ساعتها , القانون إتحط لحماية الشخص المحترم من اللي غير محترم, يبقى ايه لازمته لما كله يبقى مش محترم؟ و نسرح رجال الأمن من وظايفهم , يالا , و كل واحد يشوف له فتوة و لا بلطجي يدفع له قرشين أول كل شهر و بكدة يبقى ضمن حمايته و حماية أهله و ممتلكاته.

هو كدة , ما هو يا تحمونا يا تسيبونا نحمي نفسنا , إنما أما تكتفونا لولاد الزنا و تسيبوهم يطيحوا فينا .. تبقى ايه لازمة القوانين اللي بنحترمها و الشرطة اللي المفروض إنها ف خدمة الشعب؟

دلوقتي إبن الناس مابقتش له هيبة ولا إحترام.. و أصبح النموذج الشهير "شاب نحيل بنظارة و ماسك في ايده كتاب و لبسه مهندم و أسلوبه في الكلام شيك" هو النموذج الأشهر لل"خاسر" أو زي ما الأمريكان بيقولوا The loser
طيب ليه ؟ الغلط دة بدأ من إمتى ؟ و مين سمح بيه ؟ على فكرة انا مش حقول العيب ع الحكومة بس , هو في عليها عيب و عيب كبير أوي أوي لأن لما الحكاية اللي بتكلم عنها دي تنتشر بالشكل دة و نتثبت جوة التاكسيات و الشوارع بل و في بيوتنا و عربياتنا تبقى في مشكلة و مشكلة خطيرة كمان في أداء الأمن لوظيفته , لكن العيب كمان على إبن الناس اللي مش عارف يدافع عن نفسه .. يعني أنا مثلا , الحمد لله إبن ناس من عيلة محترمة خريج Collège Saint-Marc يعني تعليمي راقي , مثقف و شيك في مظهري و أسلوبي , لكن تعالى كدة هات لي واحد من كناسة الأرصفة يغريه أدبي إنه يتنطط عليا , و الله العظيم أعلقه من قفاه بلبوص لحد ما يبان له صاحب أعلقه جنبه ! أُمال ! هي دي فيها هزار ؟ و لما يتعودوا ولاد الكلب الرعاع إن إبن الناس بيعرف يرد , حيتلموا و حيقفلوا على وساختهم بينهم و بين بعضهم .. و حيعرفوا إن لما ولاد الناس يتواجدوا في مكان , كله يحترمهم و يلم لسانه و ايده عن العيب. و على فكرة دي مش حاجة غلط , أنا لما أوقف واحد حيوان واطي عند حده فأنا بكدة بحافظ على هيبة أبناء فئتي , المحترمين , لأن مش كلهم يقدروا يدفعوا الأذى , إنما الهيبة العامة لأي فئة , بيحققها تعاون المنتمين لها على حفظها , لكن طبعًا في حدود الأخلاق و القوانين الإلهية و الوضعية اللي بتحكم المجتمع .

معلش لهجتي عنيفة و حادة , و ألفاظي فلتت مني , بس أصلي فعلا متغاظ بشكل كبير , خاصة إن اللي حصل له الموقف اللي حكيته فوق , أخ و صديق عزيز جدًا و غالي عليا , و أنا عارف قد إيه هو إنسان راقي و محترم , و مش قادر أتخيل إن المسافة بين حياته وسطنا و خسارتنا له كانت كام سنتي تضغطهم إيد نجسة ماسكة مطوة مصدية زي نفسية حاملها , و لأني كنت فعلا حاسس بالعجز و قلة الحيلة و أنا بقول له :"أنا عايز أقول لك خلي بالك على نفسك بس مش قادر , لأني عارف إنك فعلا بتخلي بالك على نفسك و إن دة ما بقاش كفاية عشان دة ما يتكررش " شفتوا وصلنا لإيه ؟ألف بعد للشر عنك يا صاحبي و عن أمثالك , و ربنا يحفظنا جميعًا من الشر و السوء .

وليد



أغنية شعرت أنها تعبر بشدة و بسخرية مرة عن ما أتحدث عنه !