Tuesday, December 4, 2007

مصر مش كدة , و لا كدة , ولا كدة .. أُمّال مصر إزاي بالضبط ؟




كلما خرج علينا إرهابي أو منحرف أو مخبول , سارعنا نقول " هذه ليست مصر ! هؤلاء ليسوا مصريين !" . كلما تناول أحدنا بالنقد إنتشار مظاهر العُري و الإنحدار الفني في الفضائيات , وجدنا الرد الجاهز يقف أمامنا زنهارًا :" مصر مش كدة !" . كل مرة تقبض السلطات على نصاب أكل أقوات الغلابة , أو جاسوس باع أمه مقابل حفنة دولارات نندفع صائحين :" هذا ليس مصريًا "
طيب يا سيدي . مصر "مش كدة " , مصر ليست الإرهابيين , و ليست الmodels العاريات , و ليست المحجبات حجابًا كُسكُسي على حُمُصي , لو سمحتم لي بالتعبير , الاتي يزوغن من الكليات و المدارس للتسكع مع بعض الأوغاد الرقعاء المنحلين . مصر ليست نواب القروض و لا المطرب الملزق المتهرب من التجنيد . مصر ليست " التوربيني " مغتصب الأطفال , و لا هي أيمن الظواهري الإرهابي الذي أساء بحماقته للإسلام , و لا مصر الأبناء الذين عقوا والديهم و ألقوا بهم في دور المسنين , مصر ليست شريف الفيلالي ولا إنشراح إبراهيم , و هي أيضًا ليست عبدالكريم الذي تطاول على الدين , و لا هي زكريا بطرس الذي يزرع أشواك الفتنة يوميًا بين عنصريّ الدولة . مصر ليست المدمنين ولا تجار المخدرات و لا تجار الهجرة غير الشرعية ولا هي المنادين بإدّعاء المولود لأمه و المطالبين بحقوق الشواذ و الممارسين التعذيب في الأقسام و موظفي "فوت علينا بكرة " و " أبجني تجدني " .
حسنًا , مصر ليست كل ما سبق , لكن المشكلة أننا لو فَرّغنا مصر من هؤلاء , سنجدها شبه خالية , لأننا إنتزعنا منها جزءً , هو في واقع الأمر منها . خرج منها , تربى فيها , ترعرع و ضرب بجذوره في تربتها . إن كون بعض الأفكار دخيلة علينا , و بعض الإنحراف مصدره غريب عنا , لا ينفي حقيقة أن معتنق الفكر و ممارس الإنحراف ,واحد مننا !
مصر "بؤجة " واحدة , لو سمحتم لي بالتعبير . من السذاجة أن نفترض أن مصر هي الشباب "زي الورد"الذين يسيرون في طوابير منظمة مرتدين الترينيج الأبيض و حاملين الأعلام الملونة و هم يلفون حول الملعب في إفتتاحات الدورات الرياضية ! ولا هي فقط أمين الشرطة الأمين الذي وجد حقيبة بها نصف مليون دولار في مترو الأنفاق فأعادها لصاحبها دون إنتظار مكافأة (ولا تسألوني ماذا يفعل رجل معه نصف مليون دولار في مترو الأنفاق !لله في خلقه شئون !) ولا مصر محصورة في الأمهات المثاليات الاتي لا نتذكر وجودهن إلا يوم21 مارس !
فلنواجه الحقيقة , هذا البلد الذي أنجب أحمد زويل و مجدي يعقوب , أنجب كذلك التوربيني و حناطة . إن الإحتماء بعبارات من نوعية " هؤلاء ليسوا نحن " هو تصرف أغبى من دفن الرأس في الرمال ! " هؤلاء ليسوا نحن" لكن الذين ربوهم "نحن "! المجتمع الذي تضافرت عوامل فيه لتشكل إنحرافهم هو "مجتمعنا نحن " . ليسوا كائنات فضائية هبطت من المريخ , ولا مخلوقات مستنسخة من خلايا مجهولة !
لماذا نرفض الإعتراف بحقيقة أن مجتمعنا به إنحرافات و آفات ؟ هل هو "عَجَبة " بين المجتمعات ؟ هل نحن مخلوقين من طينة غير طينة باقي البشر ؟ أليس في أجدادنا فرعون و هامان و أباجهل و أبالهب ؟ لسنا إذن جنسًا مختلفًا عن من كان في أجدادهم نيرون و النمروذ و هيرودوس , قاتل يحيى عليه السلام . كيف ندعي لأنفسنا الجدية في السعي لتنقية مجتمعنا من الإنحراف , و نحن نعتبر الإنحراف جسمًا غريبًا ؟ الإنحراف كالورم السرطاني , تُحدَثه عوامل قد تكون خارجية و قد تكون داخلية , بينما الجسم الغريب , ببساطة , جسم غريب , دخيل على الجسم الأساسي . و حتى الجسم الغريب , لا يلج الجسد إلا بمساعدة بعض خلاياه و أعضاءه طوعًا أو كرهًا !
الحقيقة هي أن كل منحرف أو فاسد أو خارج على الشرع أو القانون , هو واحد "منا " , أو على الأقل "كان منا " , حتى غيرته عوامل نشترك جميعًا في تحمل مسئوليتها . هكذا تكون النظرة الواقعية للفساد .
إن الإستمرار في إعتبار المنحرفين أو الفاسدين " آخرين " و أن المعتدلين الملتزمين "نحن " , هو نوع من النوم في العسل , و الرضا الزائف عن النفس , نهايته مأساة محققة , متمثلة في أن نكتشف يومًا أننا تحولنا إلى "آخرين " بينما أصبح المنحرفون "نحن " .
فلننظر للأمر بأسلوب "هذه هي الحقيقة القذرة الصادمة اللعينة .. خذها و تعامل معها !! " و لنعترف أن "مصر كدة !! أيوة مصر بقت كدة !! " هذه هي أول خطوة في طريق أن نصلح من شأنها حتى لا تستمر "كدة !"
-------------
وليد


7 comments:

جبهة التهييس الشعبية said...

ايها الشنقيط
مش عارف مصر ايه؟

مصر هي المنوفية واللي بيجوا من المنوفية

المنوفية هي مصر ومصر هي المنوفية

وربنا يجعل يومك مبارك

هي دي مصر يا عبلة

Walid FECKRY said...

أولا أنا ليا الشرف إن العزيزة جدًا نوارة نجم بنفسها تعبر شخصنا الشنقيط

ثانيا يا ستي انتي ليه غضبانة ع المنوفية بالذات ؟ يعني هي مصر كلها جنة عدن و المنوفية هي اللي قوم عاد و ثمود ؟ ما كلنا ف الهوا سوا
لعلمك بقى أنا مقتنع جدًا باللي قاله الحاج نجم للمذيع نيشان في البرنامج " الحق علينا كلنا , إحنا نستاهل حكامنا "

فعلا لأن الغلط مش علينا .. الغلط " فينا " يعني جوة كل واحد مننا , دخل في جيناتنا و أكل و شرب معانا كذا قرن لحد بعد ما كان دخيل بقى صاحب مطرح و إحنا ضيوفه

الغلط فينا من ساعة ما قلنا لنفسنا " إنا ها هنا قاعدون " من ساعة ما بطلنا نشوف نفسنا كويسين فنقول "و ماذا بعد ؟" و بقينا بنشوف نفسنا كويسين فنقول "كدة رضا "

وليد

The Mastermind said...

و الله يا بني كلامك حكم..

انا ما عنديش حاجة اقولها بس حبيت اسجل اعجابي بالمقال و اباركلك ع المدونة الجديدة بما اني اول مرة اشوفها

عقبال ما اباركلك ع العروسة يا رب
;-)

Waan said...

f3lan awl 5twa l7l el moshkela hya el e3traf beha...bs nwara brd sa7
moshkltna el la hyael mnofya

Anonymous said...

مقالتك جميلة يا وليد , أحييك على أسلوبك الرائع

Anonymous said...

الاخ وليد لقد تلقيت دعوة من صديقه لقراءة مقالك ولكن اخى رائيت انك لا تجيد الكتابه لانك تعلمت فى مصر واصبحت رجل فى مصر وشربت من نيل مصر ودخلت مدارس وجامعات ومستشفيات كلها على ارض مصر ولكن للاسف لم تأخذ صفه النبل من مصر لم تعرف دينك فى مصر لم ولن يقال عليك ابدا انك ابن مصر

Walid FECKRY said...

على فكرة أنا ما فهمتش حضرتك عايز تقول ايه .. ممكن توضح أكتر ؟

شكرًا


وليد