Wednesday, December 5, 2007

يُما لا - لـــيـــنـــا شـــمـــامـــيـــان






يوما لا لا

لا

يا لالالا

و إيش بِدِك مني يا خالة

و حياتك خليني بحالي

و خلي الحلوة بحالا



يوما لالا لاتخليني حِن

دايمًا على بالي بتعِن

ها الحلوة خلتني جِن

عيونا عيون الغزالة



يوما خلي الحلوة لأهلا

تمشي و تسرح ع هلا

ما شِفنا منها أحلَى

ها الحلوة زادت دلالا






Tuesday, December 4, 2007

مصر مش كدة , و لا كدة , ولا كدة .. أُمّال مصر إزاي بالضبط ؟




كلما خرج علينا إرهابي أو منحرف أو مخبول , سارعنا نقول " هذه ليست مصر ! هؤلاء ليسوا مصريين !" . كلما تناول أحدنا بالنقد إنتشار مظاهر العُري و الإنحدار الفني في الفضائيات , وجدنا الرد الجاهز يقف أمامنا زنهارًا :" مصر مش كدة !" . كل مرة تقبض السلطات على نصاب أكل أقوات الغلابة , أو جاسوس باع أمه مقابل حفنة دولارات نندفع صائحين :" هذا ليس مصريًا "
طيب يا سيدي . مصر "مش كدة " , مصر ليست الإرهابيين , و ليست الmodels العاريات , و ليست المحجبات حجابًا كُسكُسي على حُمُصي , لو سمحتم لي بالتعبير , الاتي يزوغن من الكليات و المدارس للتسكع مع بعض الأوغاد الرقعاء المنحلين . مصر ليست نواب القروض و لا المطرب الملزق المتهرب من التجنيد . مصر ليست " التوربيني " مغتصب الأطفال , و لا هي أيمن الظواهري الإرهابي الذي أساء بحماقته للإسلام , و لا مصر الأبناء الذين عقوا والديهم و ألقوا بهم في دور المسنين , مصر ليست شريف الفيلالي ولا إنشراح إبراهيم , و هي أيضًا ليست عبدالكريم الذي تطاول على الدين , و لا هي زكريا بطرس الذي يزرع أشواك الفتنة يوميًا بين عنصريّ الدولة . مصر ليست المدمنين ولا تجار المخدرات و لا تجار الهجرة غير الشرعية ولا هي المنادين بإدّعاء المولود لأمه و المطالبين بحقوق الشواذ و الممارسين التعذيب في الأقسام و موظفي "فوت علينا بكرة " و " أبجني تجدني " .
حسنًا , مصر ليست كل ما سبق , لكن المشكلة أننا لو فَرّغنا مصر من هؤلاء , سنجدها شبه خالية , لأننا إنتزعنا منها جزءً , هو في واقع الأمر منها . خرج منها , تربى فيها , ترعرع و ضرب بجذوره في تربتها . إن كون بعض الأفكار دخيلة علينا , و بعض الإنحراف مصدره غريب عنا , لا ينفي حقيقة أن معتنق الفكر و ممارس الإنحراف ,واحد مننا !
مصر "بؤجة " واحدة , لو سمحتم لي بالتعبير . من السذاجة أن نفترض أن مصر هي الشباب "زي الورد"الذين يسيرون في طوابير منظمة مرتدين الترينيج الأبيض و حاملين الأعلام الملونة و هم يلفون حول الملعب في إفتتاحات الدورات الرياضية ! ولا هي فقط أمين الشرطة الأمين الذي وجد حقيبة بها نصف مليون دولار في مترو الأنفاق فأعادها لصاحبها دون إنتظار مكافأة (ولا تسألوني ماذا يفعل رجل معه نصف مليون دولار في مترو الأنفاق !لله في خلقه شئون !) ولا مصر محصورة في الأمهات المثاليات الاتي لا نتذكر وجودهن إلا يوم21 مارس !
فلنواجه الحقيقة , هذا البلد الذي أنجب أحمد زويل و مجدي يعقوب , أنجب كذلك التوربيني و حناطة . إن الإحتماء بعبارات من نوعية " هؤلاء ليسوا نحن " هو تصرف أغبى من دفن الرأس في الرمال ! " هؤلاء ليسوا نحن" لكن الذين ربوهم "نحن "! المجتمع الذي تضافرت عوامل فيه لتشكل إنحرافهم هو "مجتمعنا نحن " . ليسوا كائنات فضائية هبطت من المريخ , ولا مخلوقات مستنسخة من خلايا مجهولة !
لماذا نرفض الإعتراف بحقيقة أن مجتمعنا به إنحرافات و آفات ؟ هل هو "عَجَبة " بين المجتمعات ؟ هل نحن مخلوقين من طينة غير طينة باقي البشر ؟ أليس في أجدادنا فرعون و هامان و أباجهل و أبالهب ؟ لسنا إذن جنسًا مختلفًا عن من كان في أجدادهم نيرون و النمروذ و هيرودوس , قاتل يحيى عليه السلام . كيف ندعي لأنفسنا الجدية في السعي لتنقية مجتمعنا من الإنحراف , و نحن نعتبر الإنحراف جسمًا غريبًا ؟ الإنحراف كالورم السرطاني , تُحدَثه عوامل قد تكون خارجية و قد تكون داخلية , بينما الجسم الغريب , ببساطة , جسم غريب , دخيل على الجسم الأساسي . و حتى الجسم الغريب , لا يلج الجسد إلا بمساعدة بعض خلاياه و أعضاءه طوعًا أو كرهًا !
الحقيقة هي أن كل منحرف أو فاسد أو خارج على الشرع أو القانون , هو واحد "منا " , أو على الأقل "كان منا " , حتى غيرته عوامل نشترك جميعًا في تحمل مسئوليتها . هكذا تكون النظرة الواقعية للفساد .
إن الإستمرار في إعتبار المنحرفين أو الفاسدين " آخرين " و أن المعتدلين الملتزمين "نحن " , هو نوع من النوم في العسل , و الرضا الزائف عن النفس , نهايته مأساة محققة , متمثلة في أن نكتشف يومًا أننا تحولنا إلى "آخرين " بينما أصبح المنحرفون "نحن " .
فلننظر للأمر بأسلوب "هذه هي الحقيقة القذرة الصادمة اللعينة .. خذها و تعامل معها !! " و لنعترف أن "مصر كدة !! أيوة مصر بقت كدة !! " هذه هي أول خطوة في طريق أن نصلح من شأنها حتى لا تستمر "كدة !"
-------------
وليد


Monday, December 3, 2007



أكمل لكم نبذاتي المتواضعة عن أهم أعمال الأديب و الصحفي اللبناني الرائع , الأستاذ أمين معلوف.
-4- حدائق النور :
" ماني ". أعرج لكنه ثابت الخُطَى , ضئيل لكنه عملاق الحضور .
تبدأ القصة في بابل عندما يلتقي الفتى النبيل "باتيغ" برجل غريب, مهيب , يتعمد إهانة الآلهة التي طالما قدسها شعبه , فيواجهه الفتى بإستنكاره و رفضه, و ينتهي الحديث بإيمانه بأفكار الرجل الغريب , فيرحل معه إلى بستانه المنعزل حيث يعيش أتباعه المؤمنون بدعوته . يهجر نبله و آله و زوجته التي تحمل في داخلها إبنه المُنتَظَر.
في هذا البستان يعيشون جميعًا التقشف, لا يخالطون الناس إلا نادرًا , يكفرون الفنانين , يهجرون النساء , بل و كل أنثى و إن كانت نباتًا , يرتدون البياض و يؤمنون أنهم مُلاك الحقيقة العظمى .
تلد زوجة "باتيغ " , فيخرج من عزلته و ينتزع , بمعاونة رفاقه , "ماني", إبنه منها , ليعيش بينهم.
يكبر الطفل , و هو لا يعلم أن رفيقه الأكبر سنًا "باتيغ" هو أباه , تربط الطفل صداقة بالمراهق "مالكوس " المتمرد على حياة التقشف و الكآبة , تتلاقى أفكارهما الرافضة هذا الإنعزال و ترى فيه بُعدًا عن القرب الحقيقي من الخالق. يفران من البستان و يرحلان في بحث عن الحقيقة المنشودة .
ما الذي أصاب "ماني " ؟ إنه ينظر في صفحة الماء فيرى "توأمه النوراني " ذلك الآخر الذي يفتح عيناه على الحقائق العظمى للكون , و يبدأ به رحلة في العقول و الأماكن .
الترحال أصبح مصير " ماني " و معه صديقه و رفيقه عمره " مالكوس" , بين بابل و الهند , بين الشعوب الراضية بالحال , و الكهنة المستميتون على مكاناتهم , و الأكاسرة الباحثون عن المجد , بين هتافات المؤمنين و مؤامرات القصور , تدور الرحلة .
أحداث هذه الرواية بالذات , أصعب من أن يحتويها تلخيص , لهذا أطلب العُذر على التقصير في سردها .
من أهم مقاطع الرواية هذا الحوار العبقري :
" - هناك طريق وعر يسلكه الذين يصبون إلى الكمال , و طريق ممهد للبشر كافة .
-و لكن إذا كان الطريقان يؤديان إلى الخلاص , فما هي الإمتيازات التي أحصل عليها بإختياري الطريق الأصعب ؟
-إذا لفظت كلمة (إمتيازات ) , فمعنى ذلك أنك إخترت سلفًا "
-5- الحروب الصليبية كما رآها العرب :
يمكنك أن تعتبر هذا العمل رواية , و يمكنك أن تعتبره دراسة تاريخية , فالنتيجة واحدة : خروجك بكَم مهول من المعلومات و التفاصيل المبهرة , و إتساع معرفتك بتلك الفترة شديدة التأثير في ما تلاها من أحداث على مر القرون .
الكاتب يسرد في أربعة عشر فصلا أحداث الحروب الصليبية بين العرب و الغزاة الأوروبيون . هو أمر قام به عشرات الكُتاب , إلا أن أمين معلوف تميز عنهم بأن مزج موهبته كمؤلف بدقته كباحث , و بدت مهارته الشديدة في "خطف القاريء " و نقله للقرون الوسطَى , في أوجها , و تألق أسلوبه الرائع في جعل القاريء يتفاعل مع الوقائع و الأشخاص حتى أنه لا يقطع قراءته لسبب عابر , إلا بصعوبة شديدة جدًا . فهو يجعلك تبكي مع نور الدين محمود , و هو راكع يدعو الله النصر قائلا :" اللهم انصر الإسلام و لا تنصر محمود . من الكلب محمود لينصره الله ؟" , و ترتاع مع أسامة بن منقذ إذ يعلم بما جرى من مذابح في مدن العرب , و هتك للأعراض بل و أكل للموتى . ثم ينتابك الحذر و الترقب و أنت ترى صلاح الدين يستعد لغمد سيفه في الجسد الفاطمي المحتضر , ليقيم محله دولة أيوبية تتصدى للعدو الأوروبي الغازي , و يجتاحك الحماس و أنت تهتف للظاهر بيبرس البندقداري و هو يعود منتصرًا من جولاته لتأديب و الإستئصال المحتل من بلاد الشرق .
و من أهم ما ميّز هذا العمل , حماس أمين معلوف في الدفاع عن الحضارة العربية , متناسقًا مع حياده اللازم كباحث , أو كمؤلف إرتدى ثوب المؤرخ الأمين . فسَرَد ما لأسلافنا و ما عليهم , دون أن يترك حماسته تفقده الصدق أو يدع حياده يطغى على روح الراوي العربي بداخله .
-6- بدايات :
أمين رشدي بطرس طنوس معلوف
إسم خماسي عادي . كم مرة يردد كل منا إسمه الخماسي , و كم مرة فكر في البحث عن ما وراء هذا الإسم .
هو فعلها ! و بإحتراف يستحق شديد الإعجاب .
فببراعته المعتادة , و دقته المعهودة , فتح أمين معلوف ملف أسرته و غاص فيه حتى أعمق نقاطه , زار العجائز الذين لمسوا الماضي و عاشوه , تنقل بين المدن و الأماكن , عاين الأوراق و المذكرات و الصور , حتى يجيب على السؤال الأبدي :" من أنا و من أين أتيت ؟"
يركز الكاتب في سرده على أهم شخصية , بحق , في الأحداث , و هي جده " بطرس طنوس معلوف " , ذلك المعلم المثقف الحساس , الغريب الأطوار و الأفكار , صاحب الخطط المتمردة و الآراء الصادمة .
ففي فترة ساخنة من التاريخ تدور الوقائع الأشد تأثيرًا في الشرق : الضربات الخارجية و الداخلية الموجعة لتركيا , الرجل المريض , نشاط الحركات الماسونية لتغيير شكل الشرق , حركات الهجرة النشطة من الشام إلى الأمريكاتين , إشتعال الحرب العالمية الأولى . أحداث كان يمكن أن تمر على أسرة " معلوف " كأية أحداث تمر على أية أسرة , لولا أن أبرز أعضاء تلك الأسرة هو شاب قلق الذهن محب للتمرد , هو " بطرس معلوف " .
أمين معلوف يقدم لنا في هذا العمل تحفة فنية هي مزيج من أدب السيرة الذتية و أدب رواية الأجيال و الأدب الوثائقي, خرجت منه في صورة رائعة , لا أجد وصفًا لها سوى أنها " عاصفة من الأحاسيس و الأحداث المثيرة الجذابة " , إستحقت بها الرواية مكانة عالية في كلا من قائمة أعمال المؤلف , و قائمة أعمال رواية الأجيال .
من أشد المقاطع جمالا في العمل هذا المقطع الذي يعبر عن دافع الكاتب للقيام بهذا العمل :
"إذا كان النسيان مصير كل شيء , لماذا نبني , و لماذا بنى أسلافنا؟ لماذا نكتب , و لماذا كتبوا هم ؟ أجل , في هذه الحالة فما جدوى غرس الأشجار, و لِم الإنجاب ؟ ما فائدة النضال من أجل قضية , و الحديث عن التقدم , و التطور , و البشرية , و المستقبل ؟ فالإفراط في التعلق باللحظة المعاشة قد يحاصرنا بمحيط من الموت . و على العكس , فإعادة إحياء الزمان الغابر يوسع آفاق الحياة ."
-7- سمرقند :
للشرق و ما فيه سحر أصاب الكثيرين . هكذا يمكننا تفسير حماس المواطن الأمريكي الفرنسي بنجامين لوساج , للبحث حول نسخة نادرة من "رباعيات عُمَر الخيّام " .
قبل أن يقص علينا الراوي أحداث مغامرته التي بدأت في نهايات القرن التاسع عشر , يكِر بنا عبر القرون للقرن الحادي عشر الميلادي , لنصاحب الشاعر و الفلكي و الطبيب الفارسي "عمر الخيام " رحلته في الشعر و العلم و السياسة . بين سمرقند و أصفهان و نيسابور , نجلس مع الخيام في حضرة الخان العظيم , و نتعرف معه على حسن الصبّاح مؤسس حركة "الحشاشين " , و نشاركه مناقشاته مه " نظام الملك " وزير ملك السلاجقة , و نحب معه " هاجر " الشاعرة التي أدمنت السياسة و السلطة و شئون القصور , ثم نفر معه من المتآمرين و الحشاشين , حتى نبكيه و هو يلفظ النفس الأخير بعد 84 عامًا حافلة .
بعد هذا ننتقل مع الراوي , بين لندن و فارس و باريس و أنابوليس و أسطنبول , نحاور معه جمال الدين الأفغاني و نرمق معه بتشكك ميرزا رضا , و نهرب معه من إتهام ظالم بالتآمر على حياة شاه فارس .
هذه ليست مجرد مغامرة مثيرة , بل هي , ككل أعمال أمين معلوف , رحلة بحث عن معنًا أو مبدأ أو فكرة , أو حقيقة مخفية , تستحق فعلا عناء السفر . و في هذه الرواية بالذات , نبحث مع الكاتب عن معنى من المعاني النبيلة , معنى أن يكون الإنسان " صاحب فكر " في عالم يعاني فيه " أصحاب الأفكار " .
من أجمل ما قيل في هذه الرائعة , قول عمر الخيام في الحَسَن بن الصبّاح :" أنا متعبد للحياة و هو عابد للموت . أنا أهتف :" إن كنت لا تعرف الحب فما يجديك شروق الشمس و غروبها؟" و حسن يطالب الناس بتجاهل الحب و الموسيقى و الشعر و الخمر و الشمس . إنه يحتقر أجمل ما في "الخليقة" و يجرؤ على التلفظ بإسم "الخالق". "
--------
هذه نبذات متواضعة عن أهم أعمال المبدع أمين معلوف , عن عالمه و أفكاره و سحره البارع .
عن رجل , يعيش حياته يُلقِي أحجار الأسئلة في بِركة الأفكار , و يغوص في دوامات الناتجة عن إرتطام الحجر بسطح الماء .
تحياتي
وليد